في إطار فعاليات الجامعة الربيعية التي نظمها حزب فيديرالية اليسار الديمقراطي بالجديدة، تناول الأستاذ الجامعي وعضو المكتب السياسي للحزب محمد الساسي جملة من القضايا المحورية التي تشغل بال النخب السياسية والفكرية في المنطقة.
وقال الساسي في “UnivCast”، إن أعمال الجامعة تناولت بالتحليل تجارب الانتفاضات العربية، مستشهداً بالحالة التونسية التي لم تكتمل فيها عملية الانتقال الديمقراطي، مضيفا “يتعين على القوى الديمقراطية أن تحافظ على وحدتها وتتبنى المعيار الذي اقترحه الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، وهو التمييز بين الديمقراطيين وغير الديمقراطيين كخط فاصل رئيسي”.
وتابع عضو المكتب السياسي لحزب الرسالة، أن تحقيق وحدة المغرب العربي يبقى رهيناً بإرساء الديمقراطية على المستوى الوطني في كل بلد، مشيراً إلى أن “الديمقراطية تخلق المؤسسات التي تمهد الطريق للوحدة، كما حدث في الجانب الآخر من المتوسط”، مُردفا أن الجامعة شكلت فرصة لطرح قضايا الحرية كأساس للتنوير، والتحذير من محاولات قمع الحريات والإبداع تحت ذرائع عقائدية.
كما أبرز الساسي التحولات الكبيرة في مفهوم الديمقراطية، حيث لاحظ “زواجاً بين تراث الثورة الفرنسية والمبادئ الليبرالية، بل وتلاقياً بين قيم اليسار والأسس الديمقراطية الليبرالية التي أصبحت حداً أدنى مقبولاً”. لكنه أشار إلى أن اليسار يضيف بعداً أعمق للديمقراطية من خلال مفاهيم مثل الديمقراطية التشاركية وتعزيز دور المجتمع المدني.
وفي تحذيره، قال الساسي “نحن نواجه تحديات كبيرة مع صعود اليمين المتطرف عالمياً، الذي يسعى لتجريد الديمقراطية من مضمونها ومؤسساتها، والعودة عن مبدأ فصل السلطات الذي أسسه مونتسكيو”، قبل أن يُضيف أن العالم يعيش مرحلة تشبه ما قبل الحرب العالمية الثانية، حيث تتعرض المكاسب الديمقراطية والإنسانية التي تحققت بعد الحرب لتهديدات جسيمة.
ودعا الساسي القوى الديمقراطية بمختلف أطيافها إلى التصدي لهذه المخاطر التي تهدد بإعادة العالم إلى مراحل كارثية، مؤكداً على ضرورة توحيد الجهود للحفاظ على القيم الديمقراطية والإنسانية في مواجهة المد المتطرف.