مدينة مكناس، تلك الحاضرة التاريخية العريقة، تعيش اليوم على وقع أزمة نقل عمومي خانقة، تهدد بتحويل تنقلات المواطنين، وخاصة الطلبة، إلى كابوس يومي. الأسطول المتهالك، نقص وسائل النقل، والاكتظاظ الذي يصل أحيانًا إلى حدود غير إنسانية، كلها عوامل تزيد من معاناة الساكنة وتطرح تساؤلات كبيرة حول تدخل الجهات المعنية لإنقاذ هذا القطاع الحيوي.
في هذا السياق، توجّهت النائبة البرلمانية فاطمة التامني، عن حزب فيديرالية اليسار الديمقراطي، بسؤال كتابي إلى وزير الداخلية، تسائله عن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لتحسين وضعية النقل العمومي بمدينة مكناس، وعن وجود مخططات لتجديد الأسطول وزيادة عدد الحافلات، بالإضافة إلى الإجراءات المستعجلة التي تعتزم الوزارة اتخاذها لضمان نقل عمومي يليق بكرامة المواطنين.
لا يخفى على أحد أن قطاع النقل العمومي بمكناس يعاني من إشكالات بنيوية عميقة. فأسطول الحافلات، الذي يفترض أن يكون شريان الحياة للتنقل داخل المدينة، يعاني من التهالك وعدم التجديد منذ سنوات. هذا الوضع أدى إلى تراجع كبير في عدد الحافلات العاملة، مما خلق فجوة كبيرة بين العرض والطلب، خاصة في ساعات الذروة.
الطلبة، الذين يشكلون شريحة كبيرة من مستخدمي النقل العمومي، يجدون أنفسهم في مواجهة صعوبات جمة للوصول إلى جامعاتهم ومؤسساتهم التعليمية. الاكتظاظ داخل الحافلات أصبح ظاهرة يومية، مما يعرض سلامتهم وصحتهم للخطر، ويؤثر سلبًا على تحصيلهم العلمي وجودة حياتهم اليومية.
في سؤالها الكتابي، أبرزت برلمانية حزب الرسالة، فاطمة التامني، الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأزمة، مشيرة إلى أن النقل العمومي ليس مجرد خدمة، بل هو حق أساسي من حقوق المواطنين، وضرورة لتحقيق التنمية المحلية.
وتساءلت فاطمة التامني، عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية، باعتبارها الجهة المشرفة على الجماعات الترابية، لمعالجة هذه الإشكالية.
كما طالبت برلمانية حزب الرسالة، بمعرفة ما إذا كانت هناك مخططات لتجديد أسطول الحافلات وزيادة عددها، بما يتناسب مع حاجيات الساكنة المتزايدة، خاصة في ظل التوسع العمراني الذي تشهده المدينة. وأكدت على ضرورة اتخاذ إجراءات مستعجلة لتخفيف معاناة المواطنين، وضمان نقل عمومي يلبي شروط الكرامة والجودة.
وهذا نص السؤال كاملا:
يعيش قطاع النقل العمومي بمدينة مكناس وضعية صعبة تتجلى في قلة وسائل النقل، اهتراء الأسطول، والاكتظاظ الكبير الذي يعاني منه المواطنون، خاصة الطلبة الذين يجدون صعوبة كبيرة في التنقل بين الأحياء والجامعة، مما يؤثر سلبًا على تحصيلهم العلمي وظروفهم اليومية.
وعليه، نسائلكم السيد الوزير ؛
ما هي التدابير التي اتخذتها وزارتكم لتحسين وضعية النقل العمومي بمدينة مكناس؟
هل هناك مخطط لتجديد أسطول الحافلات وزيادة عددها لتغطية حاجيات الساكنة والطلبة؟
ما هي الإجراءات المستعجلة التي تعتزمون اتخاذها للتخفيف من معاناة المواطنين وضمان نقل عمومي يحترم شروط الكرامة والجودة؟