الأمين العام لحزب الرسالة عبد السلام العزيز يطلق مبادرة وطنية لمكافحة الفساد ويدعو كل الفعاليات الحقوقية والسياسية للانخراط لمواجهة مد الفساد في المغرب

مدة القراءة: 3 دق.
الأمين العام لحزب الرسالة عبد السلام العزيز يطلق مبادرة وطنية لمكافحة الفساد ويدعو كل الفعاليات الحقوقية والسياسية للانخراط لمواجهة مد الفساد في المغرب

في خطوة جريئة تعكس إدراكا عميقا لخطورة الوضع الراهن، أعلن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، برئاسة الأمين العام عبد السلام العزيز، عن إطلاق مبادرة وطنية شاملة لمكافحة الفساد تحت شعار “محاربة الفساد مسؤوليتنا جميعًا”، بحيث جاء هذا الإعلان خلال ندوة حاشدة ضمت نخبة من الفاعلين السياسيين والنقابيين والحقوقيين، بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والإعلام، الذين اجتمعوا لمناقشة سبل مواجهة هذه الآفة التي أصبحت تهدد أسس الدولة والمجتمع.

وفي كلمته الافتتاحية، أشار عبد السلام العزيز إلى أن الفساد لم يعد مجرد ظاهرة عابرة، بل تحول إلى نظام متجذر في كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مؤكداًّ أن آثار الفساد أصبحت جلية في تدهور الخدمات العمومية، من التعليم والصحة إلى البنية التحتية، حيث أصبح المواطن المغربي ضحية لشبكات الفساد التي تستفيد من خصخصة القطاعات الحيوية.

كما أشار عبد السلام العزيز، إلى أن الفساد يلعب دورًا رئيسيًا في تدهور القدرة الشرائية للمواطنين، حيث تتحكم منظومات الفساد في أسواق السلع والخدمات، مما يفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المغرب، حيث يتعمق الانحباس السياسي وتتصاعد حدة الاحتقان الاجتماعي، أشار العزيز إلى أن غياب الإرادة الحقيقية للإصلاح يزيد من تفاقم الأزمة.

وانتقد الأمين العام لحزب الرسالة، ما وصفه بـ”التطبيع مع الفساد”، من خلال إقرار قوانين وممارسات تُكرس سياسة الإفلات من العقاب، مثل رفض تجريم الاغتناء غير المشروع، والتضييق على المجتمع المدني والصحفيين الذين يكشفون قضايا الفساد، كما أشار إلى الهجوم على المؤسسات الدستورية التي تتناول قضايا الفساد في تقاريرها، في مقابل منح الحماية القانونية والسياسية للمتورطين في الفساد.

وتأتي مبادرة فيدرالية اليسار الديمقراطي كاستجابة لهذه التحديات، وتهدف إلى فتح نقاش واسع حول الفساد وآثاره على البناء الديمقراطي والتنمية الشاملة. وتشمل المبادرة عدة محاور رئيسية، منها تنظيم ندوات قطاعية ومناطقية، وحوار مع القوى السياسية والنقابية والحقوقية لتأسيس تكتل عريض ضد الفساد. كما تهدف المبادرة إلى تقديم مقترحات عملية لتعزيز آليات الرقابة والمحاسبة، وإصدار كتاب أبيض سنوي حول الفساد وتمظهراته.

وأكد العزيز على الدور الحاسم للإعلام والمجتمع المدني في هذه المعركة، داعيًا إلى توظيف التكنولوجيا في فضح الفساد وكشف المتورطين فيه، داعيا إلى إطلاق حملات توعوية واسعة تضع المواطن في قلب المعركة من أجل الشفافية والنزاهة. وأعلن عن إطلاق منصة رقمية للتواصل والرصد، لتسليط الضوء على قضايا الفساد وتضارب المصالح في مختلف مناطق المغرب.

في ختام كلمته، أكد عبد السلام العزيز أن محاربة الفساد ليست خيارًا، بل واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا، ومسؤولية تاريخية تجاه الأجيال القادمة. ودعا جميع مكونات المجتمع، من أحزاب ونقابات وجمعيات ومواطنين، إلى الانخراط في هذه المبادرة والمشاركة الفعالة في الندوات التي سيتم تنظيمها في مختلف جهات المغرب.

 

شارك هذا المقال
اترك تعليقا