في ظل الأجواء الإقليمية المتوترة، تحتفل النساء في المنطقة العربية باليوم العالمي لحقوق المرأة، حيث تتصاعد التحديات وتتفاقم الصعاب التي تواجهها النساء في مختلف أنحاء المنطقة، فالحروب والنزاعات المسلحة والاستبداد السياسي والتدهور الاقتصادي، كلها عوامل تزيد من معاناة النساء وتجعل من تحقيق المساواة والعدالة أمراً صعب المنال.
وحسب بيان اللجنة التحضيرية للمؤتمر النسائي لفيدرالية اليسار الديمقراطي، بمناسبة الثامن من شهر مارس، أنه في فلسطين المحتلة، تتعرض النساء لانتهاكات جسيمة على يد الاحتلال الصهيوني. فالقصف والتهجير والانتهاكات اليومية أصبحت جزءاً من واقعهن المرير. إن صمودهن الأسطوري في وجه آلة الاحتلال الوحشية يستحق التقدير والتضامن العالمي. فمن واجبنا جميعاً الوقوف إلى جانب النساء الفلسطينيات في نضالهن من أجل الحرية والعدالة.
أما في دول مثل اليمن وسوريا والسودان وليبيا، فالحروب والنزاعات المسلحة تترك آثاراً مدمرة على النساء. فالنزوح القسري وفقدان الأمن وتزايد العنف القائم على النوع الاجتماعي، كلها تحديات تواجهها النساء في هذه الدول. إن انهيار الخدمات الأساسية وانعدام الحماية القانونية يزيد من معاناتهن، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لحماية حقوقهن وضمان سلامتهن، حسب البيان.
وعلى المستوى المحلي، لا تزال النساء المغربيات يواجهن تحديات بنيوية تعيق تحقيق المساواة الفعلية. فرغم بعض الإصلاحات القانونية، إلا أن الممارسات التمييزية لا تزال قائمة، مما يخلق فوارق كبيرة بين الجنسين. فالتفاوت في الأجور وظروف العمل غير اللائقة، بالإضافة إلى استمرار العنف ضد النساء وضعف آليات الحماية، كلها عوامل تعيق تقدم النساء وتحقيق العدالة الاجتماعية.
كما تبرز معاناة نساء فكيك، اللواتي يعانين من الإقصاء والتهميش. فاحتجاجاتهن المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، دفاعاً عن حقهن في الحصول على الماء، هي دليل على إصرارهن على نيل حقوقهن المشروعة. إن نضالهن المستمر يستحق الدعم والتضامن، فمن حقهن العيش بكرامة والحصول على الخدمات الأساسية.
إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر النسائي لفيدرالية اليسار الديمقراطي، إذ تؤكد تضامنها مع النساء في مختلف أنحاء العالم، تدعو إلى تحرك عاجل من أجل تحقيق إصلاحات جذرية. فمن الضروري اعتماد سياسات عمومية منصفة، وقوانين عادلة تحمي حقوق النساء وتضمن المساواة الفعلية.
وتطالب اللجنة بإصلاحات تشريعية في المغرب، تشمل مراجعة مدونة الأسرة وإقرار قوانين تحمي النساء من العنف والاستغلال. كما تدعو إلى دعم النساء العاملات في القطاعات الهشة، وضمان حماية اجتماعية عادلة لهن.
إن تمكين النساء سياسياً واقتصادياً هو مفتاح التغيير، لذا تدعو اللجنة إلى ضمان تمثيلية عادلة للنساء في مواقع صنع القرار، مما يضمن مشاركتهن الفعلية في بناء مجتمع عادل ومنصف.
وأكدت اللجنة، على ضرورة التحرك الفوري من أجل إنهاء معاناة النساء في مختلف أنحاء العالم. فاليوم العالمي لحقوق المرأة هو تذكير لنا جميعاً بأن نضال النساء من أجل المساواة والعدالة هو نضال مستمر، ويجب علينا دعمه بكل الوسائل المتاحة.
وهذا نص البيان كاملا: