نظم حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي فرع أنفا، قراءة وتوقيعا، لرواية “مربع الغرباء” بحضور كاتبها عبد القادر الشاوي، الكاتب والروائي، وعضو اتحاد كتاب المغرب، أحمد الكبيري، والنقابي والكاتب والناقد عبد اللطيف قيلش، وذلك بمقر حزب “الرسالة” بالدار البيضاء.
وفي هذا الإطار، يقول كاتب رواية “مربع الغرباء”، عبد القادر الشاوي، حول الرواية، أن الأخيرة ليست لها علاقة بالأحداث الحقيقية، لعشرين يونيو، ألف وتسع مئة وواحد وثمانين، التي وقعت في الدار البيضاء، وراح ضحيتها عدد كبير من المحتجين أنذاك على الأوضاع الاجتماعية، واتجه الأمر لمقابر جماعية، دُفنوا فيها، لكن يمكن في إطار التأويل الفكري العام لهذه الرواية، الاتجاه لهذه الأحداث المؤلمة التي تعد من أبرز الأحداث في التاريخ الحديث للمغرب.
وعن السبب وراء عدم ربط الرواية بشكل فعلي بالأحداث، يجيب عبد القادر الشاوي، كون الكاتب، “إذا كان يريد التطرق للأحداث يجب أن يتجه إليها، والمواجهات التي تمت فيها، ونتائجها باعتبارها من الأحداث الكبرى لما بعد ما يسمى بالإستقلال، وأنا لم أقم بذلك”، مضيفا “واستقيت مجموعة من الأحداث انطلاقا من حكايات وصلتني، وأيضا من التحقيق الصحفي الذي قامت به الصحفية ماريا موكريم والصحفي يوسف باجاجا”.
وأضاف الشاوي، في مداخلتها، “روايتي في كوكب اخر، رغم أنها استفادت من الأحداث، اخترت جملة من الأحداث المفترضة التي لها علاقة بالأحداث الحقيقية، وأبرزها المقبرة التي ضمت أكثر من ثمانين شخصا، بلباس كان من ذلك الوقت وعظام، وغيرها من التفاصيل، ويمكن الإشارة أيضا إلى مقابر أخرى غير دار بريشا وأيضا هناك مقبرة في الناظور.
واسترسل المتحدث في الموضوع ذاته، أن جوهر الرواية في وقت كتابتها والتفكير بها، هي المقبرة الجماعية، وعلاقتها بالأحداث وأيضا بالذاكرة والنسيان، وفي تقديري لا سابق لها في تاريخ القمع السياسي للإرادات الشعبية في التاريخ الحديث، متابعا عن خاتمة الرواية، أنه “لم أكن ملزما في أن أبدي رأيي القطعي في الرواية، بخصوص الأحداث”.
هذا يستعيد الكاتب والسفير السابق والمعتقل السياسيعبدالقادر الشاوي ، في روايته، انتفاضة 20 يونيو1981 بالدار البيضاء ، على إثر الإضراب العام الذي دعت إليه المركزية النقابية “الكونفدرالية الديموقراطية للشغل”، احتجاجا على الزيادة في الأسعار ، وتجربة الإنصاف والمصالحة التي تمت بغاية طي الماضي.
ويعيد الكاتب قراءة الأحداث الأليمة ، والكشف عن الحفرة التي تم رمي الجثامين فيها، عبر356 صفحة ، وأربع شخصيات :-داوود غير منتمي “لأي يسار جديده أو قديمه أبدا ، ولم يكن في غالب ما أبداه من مواقف إلا من المتعاطفين الموجودين بالقوة، وهم يقولون بالفعل، في الجماعة التي ظلت تطارد أحلامها المتعبة الرائعة في انعزال تنظيمي عن جميع القوى التي كانت تعمل في سبيل التغيير أو الإصلاح”(ص 17).- محسن الرياحي العائد من المنفى الذي قاده إلى العزلة واليأس، والمرتبط بالتنظيم الذي “ملكه ب”الديموقراطية المركزية” حتى تيبست عظامه من عنفها وشاخ عقله في متونها”(ص 27)، وفقا لـ”المجلة الأدبية طنجة”.
تتمحور الرواية حول تيمة تجربة الإنصاف والمصالحة انطلاقا من مسار المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ، والكشف عن ضحايا أحداث 20 يونيو1981 الذين سماهم وزير الداخلية الأسبق ب”شهداء الكوميرا”، وهو من أعطى التعليمات للدفن الجماعي العشوائي بحفرة “قيل يومها إنه نزل من مروحية جاءت به من الرباط ، على عجل، وقال جهارا ، فيمن تحلق حوله من الشامتين: هيا عجلوا بدفن هؤلاء المارقين ، لا أريد أن أرى وجوههم .كان من الواضح وقتها أن الروائح العفنة،التي تفوح من الجثث الملقاة في الشوارع ، لاتطاق ، وأنها ما تركت مرمية، بعد قتلها شر قتلة ،إلا لإشهاد الوزير عليها…وهو الذي يقول عنه المقال “إن اسمه ارتبط بالشطط وبشراسة القمع وتزوير الانتخابات فملأ البلاد بالفساد وظلم العباد” “(ص 209).=جزز