عطل CROWDSTRIKE.. يوسف الشاوي: السيادة الرقمية على المحك.

مدة القراءة: 5 دق.
عطل CROWDSTRIKE.. يوسف الشاوي: السيادة الرقمية على المحك.

كشفت تقارير إعلامية دولية، أن خللا تقنيا في أحد خوادم شركة “كراود سترايك (CROWDSTRIKE) أثر صباح اليوم الجمعة، على عمل العديد من وسائل الإعلام والمستشفيات والمطارات والمؤسسات في العالم.

وأوردت شركة “كراود سترايك للأمن السيبراني”، إنها على علم بالتقارير عن خلل في نظام ويندوز المشغل لأحد الخوادم، قبل أن يعلن رئيس الشركة الأميركية أنه تم “تحديد” المشكلة التي تسببت بعطل معلوماتي شل العديد من الشركات، الجمعة، عبر العالم و”يجري تصحيحها”.

وفي هذا الإطار، كشف يوسف شاوي، خبير المعلوميات، وعضو المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي،أن “الانقطاع الذي حدث اليوم، والذي أثر على Microsoft Office 365 وبرنامج CrowdStrike المضاد للفيروسات، هو مثال حي على مخاطر التركيز في القطاع في أيدي عدد قليل من عمالقة التكنولوجيا ولقد تأثرت آلاف الشركات وملايين المستخدمين حول العالم، مما يدل على مدى اعتمادنا على هذه الشركات القليلة في عملياتنا اليومية”.

وبخصوص، المشاكل الرئيسية المرتبطة بتركيز السلطة هذا، يقول الشاوي، “أولاً وقبل كل شيء، هذا التركيز يحد من المنافسة والابتكار. فالشركات الصغيرة والشركات الناشئة تجد صعوبة كبيرة في منافسة عمالقة التكنولوجيا. وهذا يخلق بيئة يمكن فيها لعدد قليل من الشركات أن تملي قواعد اللعبة، وهو أمر غير صحي أبدًا لاقتصاد ديناميكي ومتنوع”، مشيرا إلى أنه “يجب الاعتماد مثلا في المغرب على شركات محلية وتنويع الشركاء بخصوص أنظمة التشغيل، من أجل عدم الوقوع في انهيار مرتقب إذا ما تعطل أي نظام، وهو ما نجده في عدد من الدول التي طالها العطل في المطارات والأبناك”.

وفي ما يخص الاعتماد المفرط، وإمكانية توضيح هذا الجانب في عطل اليوم، يقول الشاوي، “العديد من الشركات والمؤسسات تعتمد على خدمات ”جافام“ في تلبية احتياجاتها اليومية.وعلى سبيل المثال، أدى انقطاع الخدمات في حواسب مايكروسوفت اليوم إلى شلل آلاف الشركات، مما منعها من تنفيذ عملياتها اليومية، وبالمثل، يُظهر الحادث الذي وقع مع برنامج CrowdStrike المضاد للفيروسات مدى ارتباط أمننا الرقمي بهذه الجهات القليلة. هذه ثغرة نظامية مقلقة للغاية”.

ويضيف المتحدث، “يمكن أن يؤثر انقطاع خدمات Google Cloud على Gmail وGoogle Drive وGoogle Meet، مما يعطل الاتصالات والتعاون في العديد من الشركات. وبالمثل، يمكن أن يؤدي انقطاع خدمات فيسبوك، بما في ذلك واتساب وإنستغرام، إلى قطع الاتصالات عن ملايين الأشخاص حول العالم”.

وفي ما يخص قضايا الأمن والخصوصية، يرى يوسف الشاوي، “إن تمركز البيانات في أيدي عدد قليل من الشركات يطرح مشاكل كبيرة تتعلق بالأمن والسرية. قد يكون لأي هجوم إلكتروني أو اختراق للبيانات في إحدى شركات GAFAMs عواقب وخيمة. فقد يؤدي ذلك إلى كشف معلومات شخصية حساسة وتعريض الأمن القومي والاقتصادي للخطر”.

ويؤكد يوسف الشاوي، أنه من غير المعقول أن تكون معضم تطبيقات ومعطيات العالم في يد ثلاثة شركات فقط، وهي “ميكروسوفوت وكوكل وامازون”.

ويضيف المتحدث أن المغرب اليوم، مطالب بتشجيع العمل بتطبيقات محلية وعدم الاعتماد فقط على التطبيقات المستوردة، والتي تجعل من السيادة الرقمية للبلاد على المحك.

وعن كيف “نجى” المغرب من التأثير، يقول الشاوي أن الأمر لا علاقة له بحماية قوية أو ما شبه وإنما فقط بالحظ، وبالتالي نجى كدول أخرى من العطل الذي طال مجموعة من الدول أبرزها إسبانيا التي تبعد بكيلومترات عن المغرب.

أما عن تأثير ذلك على التنوع التكنولوجي، يقول عضو المكتب السياسي لحزب “الرسالة”، “إن احتكار ”جافام“ يخنق التنوع التكنولوجي. فمن خلال السيطرة على التطبيقات الرئيسية ومنصات توزيع المحتوى، تستطيع هذه الشركات الحد من ظهور البدائل المبتكرة. وهذا يقلل من تنوع الحلول التكنولوجية المتاحة ويصبح المستخدمون أقل وعيًا بالخيارات البديلة”.

وفي ما يهم العواقب الاقتصادية لهذه الاحتكارات، يشدد يوسف الشاوي، أنه “يمكن أن تؤدي الأعطال في شركات ”GAFAM“ إلى خسائر اقتصادية كبيرة. فالشركات التي تعتمد على خدماتها يمكن أن تعاني من انقطاع الأعمال وخسارة في الإيرادات وتكاليف إضافية لاستعادة خدماتها.بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الانقطاع لفترات طويلة إلى الإضرار بثقة المستهلكين والشركات في البنية التحتية الرقمية في العالم”.

أما بخصوص مقترحاته لتجاوز هذه الصعاب،”من الضروري زيادة التنظيم والإشراف على عمالقة التكنولوجيا هؤلاء، نحن بحاجة إلى تشجيع المنافسة من خلال دعم الشركات الصغيرة والشركات الناشئة المبتكرة.
ومن الضروري أيضاً تعزيز أمن البيانات وتشجيع المزيد من التنوع التكنولوجي.في نهاية المطاف، يتعلق الأمر بضمان نظام بيئي رقمي أكثر مرونة وإنصافاً”.

شارك هذا المقال
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version