أثرياء جدد يصدرون مياه المغاربة بتسهيلات حكومية.. وما وقع في حراك فكيك اغتصاب للإرادة الجماعية

مدة القراءة: 5 دق.

نظم حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، يوم أمس السبت، ندوة عمومية، تحت عنوان: “الحركات الاحتجاجية الجديدة بالمغرب، قراء ات متقاطعة”، بمقر الحزب بالدارالبيضاء.


وأطر الندوة كل من أستاذ علم الاجتماع بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، نورالدين الزاهي، والباحثة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والناشطة بحراك فكيك، سميرة مزبار، والفاعل الحقوقي والأستاذ الجامعي خالد بكاري، بتسيير من عضو المجلس الوطني لحزب فيديرالية اليسار الديمقراطي محمد امباركي.

البكاري : كلما اتجهنا للتمدن زادت الاحتجاجات

ودعا الأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي، خالد البكاري، في مداخلته بالندوة، بوجود مواكبة الفاعل السياسي للحركات الاجتماعية والاحتجاجية، ليس التأثير عليها وإنما ضرورة مواكبته سواء من خلال الانخراط فيها أو احتضانها.



وأضاف البكاري في المداخلة ذاتها، أن هناك مجموعة من الحركات الاجتماعية والاحتجاجية، “استطاعت التعبئة  جماهيريا، لكن بدون عائد على المستوى السياسي”.

وعن تصنيف الحركات، يقول خالد البكاري، “هناك حركات اجتماعية لديها القدرة على التفاوض، لكن هناك أخرى ترفض التفاوض والجلوس مع السلطة وهناك حركات محلية لديها بعد محلي وأخرى بعد دولي وهناك من لديها هدف سلمي وكذلك هناك أخرى تؤمن بالعنف”.

وتابع المتحدث، أنه “كل ما اتجهنا للتمدن أكثر، كل ما كانت هناك احتجاجات وحركات احتجاجية واجتماعية، وهي مصدر للتغيير السياسي كما وقع سنة ألفين وإحدى عشر بعيدا عن تقييم ما وقع”.



وخلص البكاري مداخلته،  بكون “اليسار داخل هذه الحركات الاجتماعية كان وراء هذه الاحتجاجات أو دعمها أو احتضنها”.

حراك فكيك بـ”نون النسوة

من جانبها، ركزت الباحثة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والناشطة بحراك فكيك، سميرة مزبار، على كون “النساء فاعلات أساسيات في حراك فكيك”، وأعطتن زخما واسعا للحراك.

وأضافت سميرة مزبار في مداخلتها باللغة الفرنسية، أن “حراك فكيك هو “الحق في الحياة”، وأنه   ما وقع في المدينة هو اغتصاب للإرادة الجماعية، بحيث أن المجلس الجماعي رفض في البداية تفويت الماء للشركة الخاصة، إلا أنه بعد تدخل السلطات تغير الموقف من الجماعة، ليعود بعد ذلك ويتغير وهو ما نتج عنه بلوكاج في جماعة فكيك”.

وتابعت المتحدثة، في ذات المداخلة، أن “حراك فكيك نجح في إدارة الذكاء الجماعي”، مشددة أن “الماء ليس سلعة في فكيك بحكم أن التدبير في فكيك للماء كان فريدا، وكان من اختصاص المواطن الفكيكي بحد ذاته”.

ولفتت الباحثة في الشؤون الاجتماعية والقانونية، أن “فكيك منطقة تطبعها الحدود مع الجزائر وبالتالي هي منطقة حساسة بالنسبة للمغرب”.

وأشارت الناشطة في حراك الريف، إلى أن “طبيعة المنطقة باتت تؤدي للهجرة كبيرة وواسعة من منطقة فكيك  إلى مناطق أخرى وذلك من أجل إيجاد فرص جديدة في الجانب الاقتصادي”.

المغرب بدون طبقة متوسطة.. والأثرياء الجدد يبيعون ماء المغاربة

واستهل  أستاذ علم الاجتماع بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، نورالدين الزاهي، مداخلته بما خلصت به الناشطة في حراك فكيك، بكون “النساء هن القوة الأساسية في أي احتجاج”.

ويضيف الزاهي في مداخلته بأن المغرب بات لديه فقط طبقتين “لي تايطيح، تايطيح للأرض ولا يصعد أحد”، متابعا “لم يعد وجود للمصعد الاجتماعي، وأن المغرب يعيش بدون طبقة متوسطة”، مُحذرا من خطورة الوضعية.

واستسرل الأستاذ الجامعي، أنه “مع الجيل الأخضر والمخطط الأخضر بات الحديث عن إنتاج طبقة متوسطة فلاحية”، مضيفا أن المغرب نجح بالفعل في إنتاج “طبقة متوسطة”، لكن فقط إحصائية ولم تنتج طبقة متوسطة اجتماعية و وبالتالي فالاحتجاجات تتنامى بشكل أكبر.

وفي ما يتعلق بالاحتجاجات، يقول الأستاذ الجامعي أن الدولة اتجهت للقرية من أجل استهدافها بالسياسات العمومية، مضيفا أن “القرية كانت في السابق ملكا للمخزن لكن الوضع تغير حاليا والاحتجاجات في القرية تختلف بشكل كبير عن المدينة، بحيث أن القرية يكون فيها الاحتجاجات بشكل عنيف وأكثر عنفا من المدينة”، متابعا أن “القرية باتت مهددة بعودة القبيلة ليست كما هو الوضع في القرن التاسع عشر ولكن بشكل عنيف وأكثر عنفا”.”

ولفت الزاهي في مداخلته، أن “الحديث اليوم عن الملاك العقاريين الجدد وهم الملاك الجدد والأثرياء الجدد”، واصفا إياهم بـ”الفلاحين الحضريين يقطنون بالمدن، ويستثمرون في المدن ومالكون للأراضي في القرى هدفهم هو امتلاك الأراضي بكرائها، وهم متعددو الأنشطة”.

وعن هؤلاء الأثرياء الجدد، وإنتاجاتهم يتساءل المتحدث، “ماذا ينتجون”، قبل أن يجيب الدلاح ولافوكا والمشماش وهذه المواد تجعلنا نصدر المياه مغلفة للخارج، والابار لم تعد فيها قطرة ماء في عديد المناطق”.

ويتساءل الأستاذ الجامعي، “لماذا أكبر الحراكات هي حراكات عن الماء؟”، لأن الماء أهم من الأرض، مضيفا أن هؤلاء الأغنياء الجدد “يستثمرون في الماء، فهم فئة غير إديولوجية  هدفها الجشع والربح، وهذه الفئة تجد نفسها في الحكومة”.

شارك هذا المقال
اترك تعليقا