تحية احترام، و بعد السيد الوزير، تشكل مرحلة ما قبل المدرسة أول لقاء الطفل مع المؤسسة التعليمية، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 5 سنوات. تشكل هذه مرحلة فرصة عمر، حيث خلالها يمكن أن تتطور المهارات الحركية الإجمالية و الدقيقة، والمهارات الاجتماعية والعاطفية، وكذلك المهارات قبل القراءة والكتابة والحساب. وأظهر جيمس هيكمان، الفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد أن الاستثمار في السنوات الأولى من حياة الفرد يعطي عائدات أعلى بكثير من أي استثمار لاحق. وعلى وجه التحديد، أكد هيكمان أن “الاستثمار في الأطفال الصغار المحرومين يشكل اقتصاد جيد وسياسة عامة جيدة”. في دراسة طولية مشهورة تدعى دراسة”بيري بريسكول”، وجد أن الأطفال الذين انخرطوا في برنامج ما قبل المدرسة لديهم معدلات إنجاز أكاديمي أعلى، ودخل أعلى، وحياة شخصية أكثر استقرارا، وصحة أفضل، وارتكبوا جرائم أقل في سن الرشد، مقارنة مع أفراد من خلفيات مماثلة لم ينخرطوا في برنامج ما قبل المدرسة في ذلك الوقت (أجريت هذه الدراسة في الستينات). فكانت دراسة “بيري بريسكول” ذات تأثير عميق في الولايات المتحدة، في حين أنها دفعت إلى إنشاء مبادرات هامة لتعميم التعليم الجيد في مرحلة الطفولة المبكرة. السيد الوزير، كل البحوث المعاصرة تبين أن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يحب أن يقوم أساسا على اللعب و المرح، و أن يركز على تنمية المهارات الحركية والمهارات الاجتماعية والعاطفية قبل الإلمام بالقراءة والكتابة. فما هي السيد الوزير، خطة حكومتكم لضمان حصول الأطفال في هذا السن المبكر على تربية قبل المدرسة جيدة لكي تتبين الآثار الإيجابية لهذه المرحلة على المدى القصير والمتوسط والبعيد؟ و تقبلوا السيد الوزير،عبارات إحترامي.