افتتاح الجامعة الربيعية… العزيز: هناك هجوم ممنهج على الفكر الحر في المغرب.. ونؤسس لجامعة شعبية مواطنة تحت شعار “المعرفة من أجل التغيير”

مدة القراءة: 3 دق.
افتتاح الجامعة الربيعية… العزيز: هناك هجوم ممنهج على الفكر الحر في المغرب.. ونؤسس لجامعة شعبية مواطنة تحت شعار “المعرفة من أجل التغيير”

افتتح الأمين العام لفيدرالية اليسار الديمقراطي جلسة الجامعة الربيعية للحزب بالجديدة، مؤكدًا أن هذا اللقاء يشكل منصة للنقاش الفكري العميق وتحليل الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، بمرجعية قيم التنوير العقلاني والنقد البناء. وأشار إلى أن الفيدرالية تمثل ثمرة نضال وحدوي طويل بين تنظيمات يسارية آمنت بأن الوحدة هي السبيل لمواجهة التحديات المشتركة، معتبرًا أن المؤتمر الاندماجي في دجنبر 2022 كان لحظة فارقة أعادت تأكيد أن وحدة اليسار ليست شعارًا بل التزامًا نضاليًا.

وأوضح أن الفيدرالية تواجه اليوم تحديات كبرى في ظل تصاعد الاستبداد والفساد وتراجع الحقوق والحريات تحت ذرائع أمنية واقتصادية، مشددًا على أن مشروع وحدة اليسار سيظل أولوية قصوى، مع الانفتاح على كل أشكال العمل الوحدوي مع القوى اليسارية والديمقراطية لمواجهة هذه التحديات. كما أشار إلى مبادرة الحزب ضد الفساد، التي تهدف إلى بناء تكتل واسع يضم قوى سياسية ونقابية وحقوقية لمحاربة هذه الآفة التي تعيق الانتقال الديمقراطي والتنمية الاقتصادية.

وانتقل المتحدث إلى الهجوم الممنهج على الفكر الحر في المغرب، من تقويض تدريس الفلسفة وعلم الاجتماع إلى ترسيخ خطاب ماضوي وثقافة الانغلاق، مؤكدًا أن الجامعة الربيعية ليست مجرد لقاء عابر، بل تأسيسًا لجامعة شعبية مواطنة تحت شعار “المعرفة من أجل التغيير”، تزاوج بين الحضوري والافتراضي، وتضم مجلسًا علميًا يوجه مسارها، كما تسهم في إغناء الإصدارات الفكرية مثل مجلة “الطريق”.

وأكد أن الصراع الفكري هو جوهر الصراع السياسي، مشيرًا إلى أن شعار هذه الدورة “إعادة التفكير في الديمقراطية على ضوء الحراكات الاجتماعية والفكرة الديكولونيالية” يأتي في سياق تحدي الديمقراطية أمام صعود الخطابات الهوياتية والنزعات السلطوية واحتكار النخب للقرار، مؤكدا أن تجاوز هذه الأزمة يتطلب تمكينًا شعبيًا حقيقيًا، وربط الديمقراطية بالعدالة الاجتماعية، مؤكدًا أن الحراكات الاجتماعية أثبتت رفض الشعوب لديمقراطية واجهة.

كما شدد على أن الديمقراطية لن تكتمل دون تحررها من الإرث الاستعماري، الذي لا يزال يشكل عائقًا أمام المشاركة الشعبية، معتبرًا أن إعادة التفكير في الديمقراطية اليوم ضرورة مجتمعية وليست ترفًا فكريًا. وتساءل: كيف نحمي الديمقراطية من تحولها إلى أداة هيمنة؟ وكنبني ديمقراطية تشاركية تتجاوز التمثيل الشكلي؟ معتبرًا أن الإجابات يجب أن تنبثق من النضالات الاجتماعية وليس من أبراج النخب الأكاديمية.

وفي ختام كلمته، أكد عبد السلام العزيز أن فيدرالية اليسار الديمقراطي، ترفض أن يكون المستقبل نسخة من الماضي، داعيًا إلى فكر تحرري وثقافة نقدية وديمقراطية حقيقية لا تقتصر على صناديق الاقتراع، شاكرا المحاضرين والمنظمين الذين ساهموا في إنجاح هذا اللقاء، متمنيًا أن تسهم الجامعة الربيعية في بلورة رؤية استراتيجية للتغيير تلبّي تطلعات الشعب في الحرية والديمقراطية.

شارك هذا المقال
اترك تعليقا